[الحرب بين عبد الله بن الأغلب وأبي عبد الله الشيعي سنة 287 هـ.]
وتكاثروا [1] الداخلون في طاعته رغبة ورهبة، وتوفّرت جموعه وقوي أمره، فسيّر عبد الله بن إبراهيم بن أحمد الأغلب صاحب إفريقيّة يومئذ عسكرا لمحاربته مع ابنه محمد في آخر سنة سبع وثمانين ومائتين، واجتمع إليه سائر القبائل المنافرة لأبي عبد الله، فاستظهر على أبي عبد الله استظهارا عظيما. ثم أبو عبد الله [2] بأخرة [3] ظفر بعسكره وغنم منه غنائم [و] [4] تقوّى هو وأصحابه [بها] [5]. وعاد محمد بن عبد الله بن الأغلب إلى إفريقية هزيما، فأعاده أبوه أيضا بعسكر أقوى من الأوّل، ولقيه أبو عبد الله بأصحابه، وجرى بين الفريقين حرب شديد، وانهزم عسكر محمد بن عبد الله ابن الأغلب أيضا، وغنم منه أبو عبد الله ورجاله غنائم جليلة، وتحيّز [6] كلّ واحد من العسكرين إلى جهته،
[مقتل عبد الله بن الأغلب]
وفي الحال توثّب على عبد الله ابن [7] إبراهيم بن أحمد الأغلب غلمانه وقتلوه [8]، ونصبوا في الإمارة ابنه زيادة الله [فاستدعى زيادة الله] [9] أخاه [10] محمد، والعسكر الذي معه بإزاء أبي عبد الله خوفا من مخالفته عليه، فسار نحوه، ومع وصوله إليه قتل [11]، وقتل زيادة الله أيضا بقيّة إخوته وعمومته، واضطربت أموره، وانتقل إلى رقّادة [12] وبنى صورها وأقام بها، وانعكف على [1] كذا في الأصل وطبعة المشرق 106، وفي النسخة البريطانية «وتكاثر»، وهو الصحيح. [2] في النسخة البريطانية «ثم لان أبا عبد الله». [3] في طبعة المشرق 106 «باخره». [4] إضافة على الأصل ليستقيم المعنى. [5] إضافة من نسخة بترو، والضمير يعود إلى مدينة «ناصرون» كما في الكامل في التاريخ 8/ 34. [6] في الأصل وطبعة المشرق 106 «وتحيّره»، والتصويب من النسخة البريطانية. [7] كذا، والصحيح «بن». [8] في النسخة البريطانية «فقتلوه». [9] ما بين الحاصرتين زيادة من نسختي بترو والنسخة البريطانية. [10] في الأصل وطبعة المشرق 106 «أخا»، وما أثبتناه عن النسخة البريطانية. [11] في النسخة البريطانية «قتله». [12] رقّادة: بلدة كانت بإفريقية بينها وبين القيروان أربعة أيام. (معجم البلدان 3/ 55) وانظر البيان المغرب 1/ 143.